زيت أركان فريدة في تركيبها وفريدة في خصائصها

تعيش شجرة أركان أطول من شجرة الزيتون، وتقاوم الأمراض أكثر من كل الأشجار، من حيث ليس هناك أمراض تصاب بها شجرة أركان، وهي شجرة بيئية بامتياز لأنها تقاوم الجفاف ولا تحتاج ري، وهي تحبس الانجراف كما تحبس التصحر. ونلاحظ أن النباتات التي تقاوم الحرارة هي النباتات المشوكة بما في ذلك الصبار والطلح، لكن شجرة أركان ليس لها شوك وهي تقاوم الحرارة بشدة، ولا تتأثر بالجفاف من حيث لا تنقص مردوديتها في السنوات العجاف، وعلاوة على ثمارها فهي تزين البيئة الجافة والحارة التي تطبع المنطقة التي توجد فيها وهي جنوب المملكة المغربية، ولا توجد إلا في هذه المنطقة، رغم أن بعض الأخبار تفيد أنه ثم العثور على بعض الشجيرات لأركان في المكسيك، لكن بيئيا لا توجد شجرة أركان إلا في المغرب، وهي ترتبط ببيئة محددة لا تخرج عنها، وهناك كثير من الأشجار التي ترتبط بالبيئة كشجرة الشاي وكشجرة القهوة وما إلى ذلك. وتمثل شجرة أركان مصدرا هاما لتغذية الماعز، وتكون تربية الماعز في المناطق التي توجد فيها هذه الشجرة سهلة كما يكون لحم الماعز بجودة عائلة وبنكهة هائلة.

وتعطي شجرة أركان ثمارا بحجم الجوز تتكون من قشرة ليفية خارجية تحيط بنواة صلبة للغاية، بلون بني جذاب وقشرة ناعمة بداخلها لوزة بحجم اللوز العادي، ويصعب تكسير النواة من حيث تتطلب عملا كبيرا وشاقا لاستخراج اللوزة. وحيث تكسر النواة ترمى القشور الخشبية وتسخن اللوزة أو تخبز على النار ثم تطحن برحى يدوية مصنوعة لطحن أركان، وتؤخذ العجينة المطحونة فتعصر باليد كذلك لتستخرج الزيت، وهي زيت أركان المطهية، وقد لا تسخن اللوزة على النار فتطحن طازجة لتستخرج منها زيت أركان الطازجة، وهي الزيت التي تستعمل في التزيين وفي صناعة بعض المواد التجميلية، بينما تكون زيت أركان المطبوخة حمراء اللون تميل إلى الأصفر الذهبي، وهي الزيت التي تستعمل للأكل كم يطلق عليها زيت أركان العادية.

وتشكل القشرة الخارجية عائقا في استخراج الزيت، لأنها تكون طرية وملتصقة بالنواة، من حيث يصعب معالجة النوى للحصول على اللوزة، ولذلك كان الناس من قبل ينتظرون الماعز حتى يأكل ثمار أركان، ثم يرميها بدون هذه القشرة الخارجية لأنها تهضم، بينما تبقى النواة مصقولة بدون قشرة، لكن بعدما بينت التحاليل أن زيت أركان المصنوعة من الثمار التي أكلها الماعز تكون ملوثة بجرثم البروسيلا Brucella بدأ الزبناء الأجانب يرفضونها، ويشترط في زيت أركان كيفما كان الأسلوب أن تكون خالية من هذا الجرثم، ولا تلبي الكمية المستخرجة حاليا حاجة السوق في الدول الغربية، وربما يرتفع الثمن إلى حد لا يطاق، وإلى حد الآن لا يجني المغرب أي ربح من هذه الزيت كما لا يرقى تصدير زيت أركان إلى جلب كمية من العملة الصعبة، وبما أننا لا تستفيد من تصدير هذه الزيت فاستهلاكها داخليا والاحتفاظ بها لأصحابها يبقى الأسلوب الأمثل.

وقد أجرينا دراسات على خصائص زيت أركان التي تهم الأعراض المترتبة عن عدم توازن التغذية والإفراط في الأكل وعدم الحركة، ومنها الكوليستيرول والسمنة وارتفاع الضغط، وقد شملت هذه الدراسات خفض الكوليستيرول لدى النساء، وتبين أن قدرة وقوة زيت أركان على خفض الكوليستيرول في الجسم، وكذلك خفض الضغط وتسريح الأوعية الدموية كانت هائلة. ونشير إلى أن هذه الأمراض شائعة الآن في العالم وتزداد كثرة مع استهلاك المواد الدسمة المحتوية على الحمضيات المشبعة.

من المعروف عن زيت أركان أنها تفيد في التزيين خصوصا البشرة، والثابت علميا أن زيت أركان غنية بمركبات تربينية ثلاثية triterpenoids ، وهذه المركبات هي التي تلعب دور العلاج بالنسبة لكل الإصابات والتقرحات الجلدية بما في ذلك الحروق المترتبة عن التعرض للشمس. وبهذه المركبات فإن زيت أركان تحد من شيخوخة الخلايا الجلدية، وتضفي نضارة على البشرة لا مثيل لها.

وتحتوي زيت أركان على 80 بالمائة من الحمضيات الذهنية الغير مشبعة unsaturated fatty acids وتقاوم التأكسد بشدة بالمقارنة مع زيت الزيتون، وتحتوي كذلك على نسبة 1 بالمائة من المواد الغير قابلة للتصبين Unsaponifiables من بينها مركبات ستيرول وستيرولين sterols and sterolins، والمعروف عن الستيرولينات أنها تنشط الاستقلاب على مستوى الجلد، وتحد من التقرحات، وتزيد في رطوبة الجلد.

ولزيت أركان قوة خارقة في تصفية البشرة والقضاء على فايروسات الهربس، سواء كانت على الوجه أو على الجهاز التناسلي. ويخفف من الإصابة بالتهاب الكبد س وب ويقي الأطفال من السعال. وزيت أركان إلى جانب زيت الزيتون هي المادة الدسمة الوحيدة المسموح بها للمصابين بالسرطان والسمنة وأمراض القلب والشرايين والشحوم في الدم. وزيت أركان زيت الأطفال لأنها تساعد على النمو وتعطي لجسم الطفل، بما في ذلك الأطفال الرضع، طاقة جيدة ولا تتسبب في أعراض جانبية والفايتمينات الموجودة في زيت أركان هي كذلك جيدة للأطفال. والحمضيات الذهنية الموجودة في زيت أركان لها تركيب خاص من حيث الكم والكيف.

ومن خصائص زيت اركان أنها مضادة للشيخوخة نظرا لاحتوائها على الفايتمينE أو التوكوفيرول، وهو مركب مضاد للأكسدة، ويحبس أثر الجذور الحرة التي تخريب خلايا الجلد. ويحتوي الأركان على الصابونبن بنسبة عالية، يوجد منها قسط كبير في الزيت، وهي المادة التي ترطب الجلد وتجعله ناعما softening وتمتص التجاعيد في الوجه بفاعليتها على توازن المنطقة الهايدرو دهنية الموجودة تحت الجلد Hydro-lipid layer . يحتوي زيت أركان على فايتوستيرولات ناذرة عند النبات ومنها Schottenol و Spinasterol وهي مركبات لا توجد في النباتات الأخرى، ولا يوجد زيت في الطبيعة بنفس التركيبة، وبنفس التركيز الذي يمتاز به زيت أركان، وهي ستيرولات واقية من السرطان كما هو معروف في ميدان الطب الغذائي Diet therapy.

ومن أغرب الخصائص التي يتميز بها زيت أركان أنه يحفز إفراز أنزيم البيبسين في المعدة ليسهل عملية الهضم، ونعلم أن المعدة عملها هو هضم البروتين فقط، وهو أشق عمل بالنسبة لهذا العضو. وتلعب الفلافونويدات الموجودة في زيت أركان دورا كبيرا في الحد من الالتهابات الداخلية والخارجية للجسم، وزيت أركان تعتبر من الزيوت الواقية من التهابات المفاصل والريوماتيزم، وتساعد كذلك هذه المركبات المضادة للأكسدة والواقية من كل الالتهابات في الجسم على خفض الكوليستيرول كما تزيد في مناعة الجسم.

وبما أن زيت أركان تحتوي على مركبات تحفظ تجانس الخلايا الجلدية، فإن التشققات الجلدية التي تقع للنساء أثناء الحمل على مستوى البطن لا تظهر مع استعمال زيت أركان. وتظهر هذه التشققات على شكل خطوط بيضاء على البطن، وقد تعطي شكل متقطع للون الجلد، من حيث يظهر وكأنه تمزق.