الجمعية الخيرية الإسلامية بالحدادين
0020105527028
الجمعية الخيرية الإسلامية بالحدادين
0020105527028
الجمعية الخيرية الإسلامية بالحدادين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجمعية الخيرية الإسلامية بالحدادين

إجتماعى ثقافى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البيئة في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abdou
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
العمر : 69
الموقع : oujda

البيئة    في    الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: البيئة في الإسلام   البيئة    في    الإسلام I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 10:25 am

البيئة في الإسلام





خلق الكون وتوازنه



إن النظريات العلمية القائمة حاليا، تكاد تجمع على أن المجموعات النجمية ومنها المجموعة الشمسية التي تضم الشمس وتوابعها من الكواكب كالأرض والقمر، كانت سديما ثم انفصلت أو فتقت وأخذت أشكال الكواكب التي نعلمها الآن، بشكلها الكروي المعهود. وإذا صحت هذه النظريات فإن السماوات والأرض كانتا قطعة واحدة ثم انفصلتا. وتظل هذه الاحتمالات العلمية قيد الصواب والخطأ على حد سواء، لأن إدراك الإنسان لا يصل مكانا ولا زمانا إلى الحقيقة العلمية عبر التجربة أو الكشف. فمكانا لأن الكون لا متناهي، ولا يمكن أن نراقبه من الأرض التي هي نقطة في هذا الكون، وزمانا لأننا لا يمكن أن نفسر الآن ما حدث منذ ملايين السنين.



ولهذا فمنطقيا وعلميا إذا كانت الأرض انفصلت عن السماء داخل المجموعة الشمسية، فإن حرارتها كانت تقدر ب 12000 درجة فارنايت على حد زعم بعض الموسوعات العلمية كالموسوعة البريطانية. وهذه الحرارة المفرطة لا تسمح بوجود مواد عضوية ولا بوجود أي شكل من الأشكال الكيماوية، ماعدا الغازات أو العناصر الكيماوية الحرة. وإذا كان وجود المواد العضوية يستحيل تحت هذه الحرارة فلا يمكن أن نتكلم عن الحياة.



إن الأرض لما فتقت كانت مشتعلة، ولكي تكون عليها حياة كان يجب عليها أن تبرد أولا ثم بوجود الماء على أشكاله الثلاثة سائل وبخار وثلج لتلعب عملية المياه على سطحها دور مصدر الحياة، أو وجود كل الأحياء التي نعلمها الآن. ونعلم أن عملية التبريد ترتبط بالخصائص االفيزيائية للسائل المبرد. ذلك أن الهواء يبرد الأشياء بسرعة أقل من سرعة التبريد بالماء. لأن هذا الأخير يمتص الحرارة أكثر من الهواء. ونعلم كذلك من الناحية الكيماوية، أن جزيئة الماء تتكون من ذرتي هايدروجين مرتبطتين مع ذرة أوكسايجين. وتتحد ذرتي الهايدروجين مع ذرة الأوكسايجن تحت حرارة تفوق 3618 درجة فارنايت لتعطي جزيئة الماء، وكل هذه الشروط كانت متوفرة ليتكون الماء في الفضاء، لأن كل العناصر الكيماوية كانت موجودة على شكل غازات وكانت كذلك موجودة بكثرة، فاتحدت ذرات الهايدروجين مع ذرات الأوكساجين فتكون الماء بكمية هائلة حيث نشأت المحيطات الفضائية، وهذه لبمحيطات هي التي ستبرد الأرض إلى درجة حرارية تسمح بوجود الماء السائل على سطحها، فتستقر آنذاك المحيطاتعلى الأرض كما نعهدها الآن.



وحدث بعد هذا، حسب الوصف العلمي، أن أخذت الأرض تبرد تدريجيا حيث استغرقت العملية مليارين من السنين، وقد قدر العلماء هذه المدة بطريقة التحليل الإشعاعي للعناصر المشعة لدراسة تاريخ أو عمر الأرض. ثم بعدما بردت الأرض، انخفضت الحرارة إلى مستوى يسمح بوجود المواد العضوية أو الحية. ولكي تبرد الأرض وتشقق الصخور غرانيت، بزالت الخ... ، لتصبح تربة قابلة وصالحة للنبات، كان لابد من نزول الماء على صطحها، حيث يعمل مع الهواء على تحويل الصخور إلى تربة بتفتيتها والتسرب من خلالها. ولم تظهر الحياة على الأرض إلا بعد نزول الماء، وجريان التفاعلات الكيماوية القاضية بتحول بعض المركبات المعدنية، لأن المادة العضوية لم تكن خلقت بعد. وحيت تهيأ الوسط، واعتدل الجو، وتوفر الماء على سطح الأرض، ظهر ما عبر عنه العلماء بالحياة المائية، وذهب بعض العلماء إلى تطابق هذا الطرح مع ما جاء في القرآن بخصوص الماء. إلا أن هذا التفسير، يضل ضيقا ومحدودا بالنسبة لما جاءت به الآية الكريمة التي تخص الحياة بجميع أشكالها، وهو ما يسمو بكثير عن التفسير العلمي البحث.



الوصف القرآني والتقارب مع العلوم

ونعود إلى الوصف القرآني، لنرى الحقيقة من الذي خلق هذا الكون وهو أعلم بخلقه من البشر، وأغلب ما جاءت به العلوم حول تكون الأرض، ما هو إلا تصور محدود لعقل محدود، ولا يغني التصور عن الحق شيئا، بل يمكن أن نستقي الحقيقة من القرآن فنفهم بعلم ويقين.



وقبل أن نتكلم عن كل المخلوقات النباتية والحيوانات والمتعضيات والجراثيم وما إلى ذلك، يجب أن ننظر إلى المراحل التي تكونت فيها الأرض كما جاء في القرآن.. إن أول آية تصف خلق الأرض هي قوله عز وجل في سورة الأنبياء: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)



إن الأوصاف التي جاءت في القرآن بشأن خلق الكون، لا تتطرق إلى الجزئيات ولا تتقيد بالمادة، وإنما هي إيحاءات تجعل من القرآن أسلوبا واضحا وشاملا لجميع أنواع البشر، من البدوي في الصحراء إلى العالم الباحث في مختبره. ولهذا فهي تعتمد على ما تسهل الحجة به مباشرة دون الاستدلال بالأبحاث العلمية، ولذلك نجد في لغة القرآن "ألم تر أو أولم ير أو بصيغة الجمع ألم يروا أو ألم تروا. فهذا الخطاب يجعل الشخص يقر بالحقيقة المشاهدة والمعروفة، والتي لا تحتاج إلى آلة، وفي نفس الوقت يأتي الخطاب للعالم، الذي يرى أكثر ما يراه الإنسان العادي بآلاته وبأبحاثه وما إلى ذلك، ويجد كل الناس ما يريدونه في القرآن رغم مستوياتهم المتباينة.



إن الرتق والفتق في هذه الآية يحددان مرحلتين سابقتين لظهور الحياة، وإذا تأملنا هذه الآية نجد أن الله يذكر الماء والحياة في آية واحدة مع فتق الأرض. قد يظهر لنا أن لا علاقة للماء بفتق الأرض عن السماء. ذكر الماء وفتق الأرض في آية واحدة، وسياق واحد يجعل أطراف الآية تصف حدثين مختلفين تمام الاختلاف عن بعضهما من حيث الخلق، لكن السياق القرآني يصف أشياء لها علاقة كونية تابثة قد نعلمها وقد لا نعلمها بالوسائل العلمية، لكن علم الله لا يحتاج إلى آلة. ولا يمكن فهم الآية بالبلاغة اللغوية، بل يستحيل تفسير ذكر الماء مع فتق الأرض عن السماء من منطلق لغوي، وهذا ما جعل القرآن يظهر لبعض الناس بشكل غريب. لكن إذا ما علمنا أن القرآن تعبير الله سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن نتجاهل الوصف لهذين الحدتين. لأن ذكرهما في سياق واحد يدل على العلاقة بينهما. وسنرى بطريقة علمية كيف يرتبط فتق السماوات والأرض بوجود الماء، وربط الحياة بالماء في آن واحد، ليتضح للناس الوصف الحقيقي من خلال الوحي، ولهذا قلنا في البداية أن الله وصف حدتين مختلفين في نفس الآية، وهما فتق الأرض وجعل الحياة من الماء. كيف يذكر القرآن الماء مع حرارة 12000 درجة فارنايت التي هي حرارة فتق الأرض، مع العلم أن هذه الحرارة تفوق حرارة انصهار المعادن.



إن الخطاب موجه في هذه الآية للكفار، وهذا أمر له كذلك دلالته لأن فيه تحدي وخضوع للحقيقة التي لا يمكن إنكارها. وإذا كان الخطاب موجه للذي ينكر وينفي ما جاء به القرآن، فإن الحجة والدليل يجب أن يكونا لا رجعة فيهما ولا أدنى شك، حتى يعترف المنكر الجاحد، ولهذا تنتهي الآية الكريمة بالإيمان "أفلا يؤمنون" وبما أن الخطاب كان يخص الكفار، فكان يجب أن يأتي بقوة لينهزم الكفر. ولما تناولت الآية مستوى عال من العلوم الكونية، والتي ربما لا يمكن أن تكون في متناول البشر، وبينت شيئا معجزا فكان هذا درسا يقود الكافر، الذي ربما يكون عالما من علماء الكون جاهلا أو جاحدا بالعقيدة، إلى الإيمان بالله الذي خلق هذا الكون. ويبقى هذا الخطاب جاريا، بل أصبح أكثر أهمية في عصر العلوم الذي ربما يزيد من إعجاز القرآن ومعجزته المتجددة في كل زمان ومكان. وهذا الطباق اللغوي جاء ليعلمنا أن الذي يخوض في العلوم لما يتوصل إلى فهم عظمة الخلق، ينتهي بالاعتراف بالحقيقة فيؤمن، وإلا فهو جاحد للحقيقة العلمية التي تجعله يصل إلى حقيقة الإيمان. ولا يزال هذا الإعجاز الخارق قائما على مدى العصور.



جاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، أن الرتق هو الالتصاق أو الانضمام أو الاتصال بمعنى أن شيئين يكونان رتقا أي لما يكونان شيئا واحدا. والرتق هو عكس الفتق الذي هو فصل الأشياء وجعلها مستقلة، وهذا يؤدي إلى الفهم بأن السموات والأرض كانتا ملتزقتين متصلتين أو كانتا شيئا واحدا، فتمت عملية الفتق بمعنى الفصل والعزل ففتقت الأرض عن السماء بمعنى فصلت عنها فأصبحت مستقلة ومعزولة.



وبما أن الأرض كانت مشتعلة، فإن تبريدها جعل سطحها صلبا ومتجعدا لأنه يتكون من الصخور المنصهرة التي بردت كالبازالت والكرانيت. وبفعل الماء والهواء تشققت الصخور وأعطت تربة بنسب مختلفة من العناصر المكونة لها وهي الرمل والطين والكلس. وبعد تشقق الصخور وتكون التربة تهيأت الأرض بإذن ربها لاستقبال الحياة على سطحها. وهنا نصل إلى حقيقة ذكر الماء الذي هو أصل الحياة مع فتق الأرض في نفس الآية.



ونجد كذلك بعضا من هذا الوصف، الذي يدل على كثرة نزول الماء على سطح الأرض لتبرد، كما جاء في سورة عبس لقوله تعالى: فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا



ونقول صب الماء، إذا أفرغه بكثرة، ويقترن كذلك الخطاب بالمفعول المطلق، لبيان مدى وقوع الفعل. .إن معنى كلمة صب الماء بالخطاب البسيط للإنسان العادي، يتحول مع الكشوفات العلمية إلى خطاب علمي يتحدى الاختراع والكشف الذي وصل إليه الإنسان، ويسمو عن الوصف العلمي المحض المحدود والضيق. فربما كان صب الماء على سطح الأرض، إذ لم تكن عليها مادة غير الصخور الصلبة المكونة للقشرة الأرضية، ويتسبب الماء بقدرة الخالق في تفتيت الصخور إلى تربة، وهو مادلت عليه الآية الموالية، "شققنا الأرض شقا" وهو كذلك خطاب بسيط للإنسان العادي، لأن الشق قد يفهم منه الحرث أو شق الأرض المتراكمة وإخراج النبات من الأرض، ونحن نعلم كيف تنبت الحبة، ثم تعطي نبتة، حيث تنقسم إلى جذور تذهب في الأرض، وشتلة تخرج إلى الوجود لتصبح نباتا أو شجرة.



يذهب معنى الشق إلى أكثر من ذلك، وهو شق الصخور وتحويلها إلى تربة وشق هذه التربة بتسرب الماء والهواء بداخلها، لتصبح بيئة صالحة لحياة النبات ويلعب الماء دور الوسط للمفاعلات الكيماوية في التربة، وبذوبان الأملاح والعوامل الأخرى التي تمثلها النباتات. والماء يرفع كذلك النشاط المائي بالتربة ليجعلها ملائمة لحياة الجراثيم التي تعيش فيها وتحلل المواد العضوية إلى مواد معدنية، وهي المواد التي تلعب دور السماد والتي تساعد على نمو النبات وحياته وكذا تكاثره واشتداده.



ولغة الشق بمعانيها الكثيرة انطلاقا من مخاطبة الإنسان العادي، إلى مخاطبة العالم المتخصص في العلوم الكونية وخصوصا علوم التربة وعلوم الأرض. ولذا فإن القرآن يضم جميع المستويات ويشمل كل المعاني من أدناها إلى أقصاها. والخطاب صالح لجميع العصور على امتداد الزمان والمكان. ولربما فهمنا بعض النظريات البسيطة ولا زال الكثير في هذه العلوم الكونية لم يفهم بعد، وقد يتدبره جيل المستقبل وليعلم كذلك أن الذي خلق هذا الكون، وأنزل القرآن قادر على خلق أشياء أخرى، وأنه عليم بما في كتابه، أنزله رحمة للعالمين كما قال سبحانه في سورة الأنبياء: لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون 10



ونركن إلى العلوم لنذهب بعيدا في لغة الشق ذلك أنه تبين علميا أن التربة مكونة من عدة عناصر ومنها على الخصوص الطين والرمل والكلس وما إلى ذلك، وحسب طغيان بعضها على البعض تنعث التربة بالعناصر الأكثر نسبة فيها على النحو التالي: تربة رملية إذا كان الرمل يطغى على العناصر الأخرى، أو تربة كلسية إذا كان الكلس يطغى على العناصر الأخرى أو تربة طينية وما إلى ذلك.



وحسب التركيب فإن الماء قد يشق بسهولة، أو قد لا يشق القشرة الأرضية إلى حد بعيد، كما قد يتبخر بسهولة من خلال التربة، وقد يبقى لمدة طويلة منحبسا في البنية الترابية، ولهذا نجد أن التربة الرملية والكلسية تكون دائما جافة، ولا تحفظ الماء لوقت طويل، بينما نجد التربة الطينية تحبس الماء لمدة طويلة.



ولهذا السبب نجد أن في بعض النواحي، لا يمكن السقي بواسطة السواقي السطحية، خوفا من ضياع الماء في الأرض حيث يتسرب ويتخلل التربة، وقد مكنت العلوم من تفادي هذا الضياع بإدخال تقنية السقي المحوري بالرش، وكذلك التقنيات الأخرى المتعددة ومنها السقي بالقطرة.



أما بنية التربة فتتكون من صفائح الطين على شكل غريب، وتكون هذه البنية قابلة لامتصاص الماء والانتفاخ بسبب هذا الامتصاص إلى حد الإشباع، تم تتماسك الصفائح، وتكون سمكا حاجزا لتسرب الماء. والماء إذ يصيب هذه التراكيب البسيطة الدقيقة الخلق تتكهرب أو تشحن بشحنات كهربائية، وتأخذ في الاهتزاز والامتداد، لتزيد من حجمها ولذا فإن مهندسو الأوراش الكبيرة يدركون مدى أهمية هذا الحادث. وهو ما يلزم هؤلاء بحفر أساس يصل إلى القشرة الصخرية، لتفادي حركة انتفاخ الطين من جراء تسرب الماء، وتشبع الصفائح لتربو وتزيد عن حجمها الأصلي. ونجد هذا الوصف لخاصية تسرب الماء، وإحداث التشبع والتكهرب لحبيبات الطين في قوله تعالى ي سورة الحج: يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفه ثم من علقه ثم من مضغه مخلقه وغير مخلقه لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج. إن هذا الوصف الدقيق لهذا الحادث يجعل العلماء أمام حتمية انفراد الله عز وجل بالخلق وتقدير هذا الخلق تقديرا دقيقا.



إننا نتكلم عن معجزة مشاهدة بالعين المجردة، لكن هذه المعجزة لا يراها إلا العلماء، وبما أن الإنسان أصبح عاجزا عن وصف بعض الأحداث رغم التقدم العلمي، فإن ظهور بعض الافتراءات والأكاذيب، أصبحت تغذي دوي العقول الضعيفة والنظرة المحدودة والتصور الضيق. فلجهل الإنسان التام بالكون أصبح بعض الأشخاص، الذين لم يقدروا على الذهاب بعيدا في المجال العلمي، وقد يكونوا أصيبوا ببعض الغرور العلمي، ظنا منهم أنهم أصبحوا قادرين على القول بأشياء، فانزلقوا إلى الجهل ورجعوا إلى الظلام، عوض أن يرجعوا إلى الحقائق التابثة، ونشأ عن هذا الجهل تفسير الأحداث بالصدفة، ولا يمكن لأحداث دقيقة تمام الدقة إلى درجة الإليكترون أن تحدث صدفة، وكان أول تفسير على هذا النمط هو ما سمي بنظرية أو حادث بينغ بونغ، وهي نظرية خاطئة عفا عنها الدهر، ويستحيي العلماء أن يتكلموا بها، رغم أن بعض ممن انقطعوا عن العلوم لمدة، لا يزالون يسبحون بالصدفة، وبأشياء تافهة مثل نظرية بينغ بونغ.



وينفذ الماء السطحي إلى منطقة الجوف ليكون أنهارا بداخل الأرض، وهي المياه الجوفية التي تغدي العيون والآبار. وتتفاوت أبعاد أعماق هذه المياه من سطح الأرض، فربما توجد في بعض المناطق على بعد متر أو مترين، وقد توجد على بعد مائة متر فأكثر، وهنا نصل كذلك إلى معنى آخر للغة الشق والحفر والتنقيب عن المياه الجوفية من آبار وعيون لتستعمل للري، فيخرج بها الحب والعنب والقضب والفواكه والأب كما جاء في الآيات الموالية: ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم.



أما وإن تناولنا المعنى البسيط للغة الشق، فإن هناك آية أخرى من آيات الله في هذا الكون وقد نمر عليها ونحن عنها معرضين كما قال تعالى في سورة يوسف: وكأي من آية من آيات ربهم يمرون عليها وهم عنها معرضون. ذلك أن النبتة الأولى الصغيرة للحب أو النوى تتكون تحت التراب والحجر المتراكمين عليها، لكنها تشق التراب وتخرج إلى الوجود، لتستقبل أشعة الشمس وتبدأ عملية التماثل الضوئي والنمو وإخراج الثمار. وكم ينسى الإنسان هذه الآية لما تخرج النبتة من تحت التراب، وهي تشق الأرض شقا رغم ضعف بنيتها، وقد ترفع حجر فتخرج من تحته، ونعلم جيدا أن كلما نزل المطر، خرج النبات من تحت الأرض واخضرت. فالماء يشق التراب إلى أسفل والنبات يشق التراب إلى فوق، وإن هذه العملية التي تظهر بسيطة وبديهية للإنسان العادي، تمثل ظاهرة معقدة ولها أحكامها وقواعدها التي تدل على آية الله في الخلق بشق التراب وإخراج النبات.



ويقول سبحانه وتعالى في سورة لقمان: ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. إن وجود الإنسان على الأرض لا يمكن أن يكون صدفة، أو بدون حكمة، ولكن بتقدير دقيق ولحكمة بالغة، أرادها الله من هذا الإنسان..والتعبير الإلهي تعبير يليق بجلاله وعظمته، ولذلك قال سبحانه سخر لكم، وليس خلق لكم، لأن التسخير أن تجعل الأمر يسيرا ميسرا للعيش وللاستخدام، دون كلفة ولا مشقة، وبدون تعب ولا سعي في الطلب. فالسماء ليست سهلة ولا في متناول الإنسان، لكن الله يسخرها ويجعلها سهلة المنال، من حيث جعل منها مجالا فضائيا للطيران، ولولوج الفضاء إلى الكواكب الأخرى، ولإطلاق المركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية وما إلى ذلك، وربما كانت هناك أشياء أخرى لم تظهر بعد أو لم نصل إليها بعلمنا في الوقت الحاضر.



والهواء الذي نستنشق والماء الذي نشرب، وكذلك كل ما خلق الله في هذا الكوكب، يصلح لخدمة الإنسان وعيشه ورفاهيته، من الأجسام الحية الدقيقة إلى الحشرات إلى الحيوانات إلى الطيور والأسماك، وكل ما خلق الله لابد أن نجد فيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البيئة في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هذا هو الإسلام
» التربية في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعية الخيرية الإسلامية بالحدادين :: وصفات ومجربات من الطب الأصيل-
انتقل الى: